المركز الثقافي العربي في البطيحة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


إجتماعي - ثقافي - تربوي
 
الرئيسيةالبطيحةأحدث الصورالتسجيلدخول
الموقع الإلكتروني للمركز الثقافي العربي في البطيحة يرحب بكم

 

 ليس لدي الكولونيل من يكاتبه......

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Medo

Medo


عدد المساهمات : 76
نقاط : 4838
تاريخ التسجيل : 14/08/2011
العمر : 33

ليس لدي الكولونيل من يكاتبه...... Empty
مُساهمةموضوع: ليس لدي الكولونيل من يكاتبه......   ليس لدي الكولونيل من يكاتبه...... I_icon_minitimeالسبت سبتمبر 03, 2011 9:59 pm

ليس لدي الكولونيل من يكاتبه قصة اسبانية ترجمها عن الأسبانية : صالح علماني ودققها : سعيد حورانية سأسوقها لكم على حلقات مع الامل ان تعجبكم ويكون فيها الفائدة المرجوة
الحلقة الاولى

نزع الكولونيل غطاء علبة البنْ فتأكد من أنه لم يبق فيها سوي قدر ملعقة صغيرة. فتناول إبريق القهوة عن الموقد، وسكب نصف ما يحتويه من ماء على الأرض الترابية، ثم كشط بسكين محتويات العلبة ونفضه فوق الإبريق إلى أن سقطت آخر ذرات البنْ مختلطة بصدأ العلبة.
وبينما كان ينتظر غليان القهوة، شعر الكولونيل وهو يجلس إلى جانب الموقد المصنوع من لبن، وعلى وجهه تبدو مظاهر الانتظار الواثق البريء، بأن نبتات فطر وزنابق سامة تنمو في أحشائه. حدث هذا في أكتوبر. في صباح يوم من الصعب تصنيفه، وخاصة لرجل مثله عاش أصباحا كثيرة مثل هذا الصباح. فطوال ست وخمسين سنة منذ انتهت الحرب الأهلية الأخيرة لم يفعل الكولونيل خلالها شيئا سوي الانتظار، وكان مجيء أكتوبر أحد الأمور القليلة التي تمر في حياته.
رفعت زوجته الكلة عندما رأته يدخل حجرة النوم حاملا القهوة. لقد عانت تلك الليلة من نوبة ربو، وتنتابها الآن حالة من النعاس. ولكنها اعتدلت لتتناول الفنجان، وقالت:
ـ وأنت!
فكذب الكولونيل قائلا:
ـ لقد تناولت قهوتي، ومازالت لدينا ملعقة كبيرة من البنْ.
في تلك اللحظة شرعت الأجراس تقرع. كان الكولونيل قد نسي الجنازة. وبينما كانت زوجته تتناول القهوة، نزع شبكة النوم المعلقة في أحد أركان الغرفة وطواها في الركن الآخر وراء الباب. فكرت المرأة بالميت، وقالت:
ـ ولد سنة .1922 بعد شهر تماما من ميلاد ابننا. يوم السادس من نيسان (ابريل).
وتابعت رشف القهوة ما بين شهقات تنفسها المتقطع. كانت امرأة تبدو وكأنها مبنية من غضاريف بيضاء مسندة إلى عمود فقري متقوس وبلا مرونة. واختلاجات أنفاسها تضطرها إلى ضغط أسئلتها. وعندما انتهت من تناول القهوة كانت ما تزال تفكر بالميت فقال: 'لابد أن دفن المرء في أكتوبر شيء رهيب'. ولكن زوجها لم يعرها اهتماما. فتح النافذة. كان أكتوبر قد استقر في البهو. فأخذ يتأمل النباتات التي كانت تنشق عن اخضرار كثيف. والأخاديد الدقيقة التي خلفتها الديدان في الوحل، ثم أخذ يحس من جديد بالشهر المشئوم في أمعائه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ليس لدي الكولونيل من يكاتبه......
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ليس لدي الكولونيل من يكاتبه......(الحلقة الثانية)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المركز الثقافي العربي في البطيحة :: ركن الروايات والقصص والمسرح-
انتقل الى: